ISBN: 9789776010202
"إله حقيقي" وإنسان حقيقي معًا": عبارة تثبت ما تنطوي عليه تلك المهمة من وعورة تفوق قوى الإنسان. فيسوع من حيث هو إنسان كباقي الناس - يخضع لأنماط البحث النفساني.
ما إن نعمد إلى إثبات ملمح من ملامح وجهه الإنساني حتى تداهمنا ضرورة التنبه للاتصالات السامية التي تربطه بالناحية الأخرى من كيانه، تلك الناحية التي بها تتفسر كل ميزة من ميزات إنسانية المسيح، والتي تبقى فوق مستوى الإدراك. وحسبنا، تفاديًا من المزالق، أن نعمد إلى لقب "ابن الإنسان"، فنجد فيه - من جهة - إشارة إلى رجل مثلنا، مولود من امرأة، مجبول من طينتنا، وتعبيرًا - من جهة أخرى - عن حقيقة سامية يخشع فيها سر مأساوية الإله الحي.. لقد حجب التلاميذ الثلاثة وجوههم، عن تجلي المسيح، وقد صعقهم الذهول، فهابوا أن يتوسموا، في ذلك الكائن السني، وجه صديقهم وأليفهم.. فهكذا كل من يحاول وصف المسيح يلقي نفسه - مع حفظ الفوارق - في شبه ذاك الوضع، يلتمس إنسانًا، وإذا به يصادف، خلال الإنسان، إلهًا متأنسًا يخطف البصر سناه.