حياة الإيمان هي الحياة التي تنطلق مما هو فوق، أي من السماويات. حياة الإيمان هي الحياة التي تؤثّر في الواقع المادي من خلال سلطان السماويات.
ما هو من فوق (السماويات) له سلطان على كل أمر أرضي. ما هو من الأرض يتكلم ويتحرك بحسب ما هو من الأرض، أما ما نستقبله من السماويات فله سلطان على أرضنا لتغييرها بحسب مشيئة السماويات. المؤمن المسيحي مدعو أن يحيا بحسب كل كلمة تخرج من فم الرب لا بحسب ما هو جسدي أو أرضي، وهذه هي الحياة من فوق. إنها الحياة المنتصرة الغالبة لأنها تحكم وتتحرك وتتّكل على كل أمر نازل من فوق، لا ما على الأرض.
الكتاب الذي بين يديك ليس فقط كتابًا عن الإيمان لامتلاك الأمور من الله، ولكنه كتاب عن الحياة التي نسلكها كل يوم بالإيمان. الحياة التي نحياها انطلاقًا من عالم الروح. الحياة التي تتحرك من الأمور غير المنظورة، لا المنظورة. الحياة بحسب ما هو من فوق، لا بما على الأرض.
أؤمن أن هذا الكتاب سوف يطلق في داخلك مستوى جديد من الإيمان، وسيساعدك لتحيا نوعية الحياة التي تُرضي الله، فتأتي شهادة الله عن حياتك كما كانت عن القدماء. التعليم عن الإيمان ليس مجرد مبادئ أو أفكار نظرية، بل الإيمان هو للحياة. فالبار بالإيمان يحيا (رو 1: 17).