ISBN: 9789772139996
هذا التفسير هو الأوّل من نوعه في العالم العربي، هو وليد جهد جماعي لثمانية وأربعين رجل وامرأة من علماء في الكتاب المقدّس ولاهوتيين وباحثين من ستة بلدان عربية: مصر والأردن وفلسطين والكويت ولبنان والعراق. الدكتور رياض قسيس، مدير برنامج المنح الدراسية في لانغهام، يصف هذا التفسير على أنّه “علامة فارقة في تاريخ الكنيسة في المنطقة” وهدفه ليس فقط إعداد الرعاة والوعّاظ والباحثين والقادة ولكن أيضًا كلّ قارئ عربي ليقرأ الكتاب المقدس من منظور شرق أوسطي. علاوة على ذلك، يسمح هذا التفسير للقارئ بأن يعالج، من منظور كتابي، القضايا المعاصرة التي تواجه المنطقة.
يشير القس الدكتور أندريه زكي ستيفانوس، رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر، إلى هذا المشروع على أنّه خطوة بارزة نحو الوحدة المسيحية في المنطقة حيث يجمع علماء الكتاب المقدس العرب الأرثوذكس والكاثوليك والإنجيليين.
أمّا بيتر كونت، مدير Langham Literature، يقول أنّ أحد المبادئ الأساسية لنشر هذا التفسير هو أهمية مراعاة السياق المحلي. كُتِبَ التفسير العربي المعاصر بصورة متناغمة مع القضايا اليومية التي يواجهها الناس في هذه المنطقة وبإخلاص للمعنى الأصلي للنص الكتابي. يتناول باقتضاب قضايا رئيسة في المنطقة، مثل صنع السلام وعصمة الكتاب المقدس ودور المرأة.
هذا العمل مهم لأنّه يأتي في حقبة ما بعد الثورات في تاريخ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لقد جلب ما يسمى “الربيع العربي” تحديات أكثر من الإصلاحات إلى مجتمعات المنطقة. وتتمثل إحدى نتائجه في الاضطهاد الذي تواجهه المجتمعات المسيحية ما يهدد وجودها في المنطقة. لقد سمعنا الكثير من القصص التي تفطر القلوب من المسيحيين العراقيين والسوريين والمصريين الذين يتألمون أو يموتون أو يهاجرون. هذا وقد تمّ التطرق إلى هذه القضايا في كتاب معهد دراسات الشرق الأوسط “الكنيسة في عصرنا المربك: صوت نبويّ وسط الشدائد“، الذي يسعى إلى إلهام المسيحيين في جميع أنحاء العالم للوقوف إلى جانب أولئك الذين يعانون اضطرابات وصدمات ومآسٍ ويأس كما يحفّز الجميع، سواء في الشرق الأوسط أو في أماكن أخرى، ليسألوا عما يجب أن يفعلوه لتعزيز تحوّل مجتمعاتهم إلى مجد الله. وفي خضم هذا النضال من أجل البقاء، يجب أن يتعلّم المسيحيون كيف يجتمعون في وحدة معًا. ولا يمثل التفسير العربي المعاصر شكلاً من أشكال الوحدة الأكاديمية فحسب، بل يمثّل وحدة الفكر والوجدان والاهتمامات، حيث التقى هؤلاء العلماء الثمانية والأربعون معًا لمعالجة القضايا الحاسمة التي تواجه مجتمعات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. إنّه بيان تصريحي بوجه الانقسامات الدينية التي تمزّق المنطقة وتبدد مجتمعاتنا المتنوعة كقطع الأحجية المشتتة.
من الأهمية الكبرى أيضًا للتفسير العربي المعاصر للكتاب المقدس هو أنّه مكتوب باللغة العربية، لغة الناس في هذه المنطقة. كثير من التفاسير الكتابية التي يمكننا الوصول إليها، والعديد من الكتب التي يمكن العثور عليها على رفوف المكتبات المسيحية في الشرق الأوسط، إمّا مكتوبة باللغة الإنجليزية أو مترجمة من الإنجليزية إلى العربية. كما يقول الدكتور قسيس، ثمة عدد قليل فقط مكتوب باللغة العربية بقلم العرب.
التفسير العربي المعاصر للكتاب المقدس واحدّ من التفاسير المتخصّصة التي ترتكزُ على إرثين ثقافيّ ودينيّ مرتبطين بهذه المنطقة من العالم ‘ من خلال أربعة أبعاد
أولاً ‘ التعاطي مع النصّ ورسالته
ثانياً ‘ إدراك كيفية ارتباط النصّ ومعناه بالإيمان والحياة
ثالثاً ‘ توضيح رسالة النصّ وشرحها بحيث تتوجه إلى ثقافة المجتمعات الشرق أوسطية ‘ مع الاخذ في الاعتبار ‘ هواجسها وهمومها
رابعاً ‘ اعتبار القارئ جزءاً فلعلاً في العملية التفسيرية ‘ وليس مجرد مستقل للتفسير ‘ مما ينمّي لديه القدرة على الفهم والتحليل كما يحتوي التفسير على مقالات عامة ‘ تشمل موضوعات مرتبطةً بالنص ‘ وتتناول قضايا هامة‘ منها العمل الاجتماعي والسياسي والمجتمع المدني والعلم ‘ وغيرها من القضايا التي تبني جسرًا بين النص والواقع
يهدف هذا التفسير إلى وضع الأبحاث والدراسات الكتابية في خدمة الكنيسة لتعزيز فهم الكتاب المقدس ‘ وهو محاولة هامة على طريق الوحدة المسيحية استجابةً لدعاء السيد المسيح : "ليكونوا واحدًا " (يو 17: 22 ) وتفعيلاً لكلام الرسول بولس : " كل الكتاب هو موحى بهمن الله ونافع للتعليم والتوبيخ ‘ للتقويم والتأديب الذى في البر ‘ لكي يكون إنسان الله كاملاً‘ متاهباً لكل عمل صالح " ( 2 تي 3 : 16-17 )