يشترك الباحثون عن حضور الرب في الكثير من الأمور: أولاً: لا يهتمون بالتشبث بحقيقة قديمة يعرفها الجميع، فهم يسعون إلى حضور جديد من الإله القادر على كل شيء. فأحياناً يرتفع سعيهم وراء الله إلى ما هو أبعد من تطلعات الكنيسة، ولكنهم يقودون الكنيسة من الجفاف إلى حضور الله مرة أخرى. فلو أنك من الباحثين عن حضور الرب لن تسعى إلا بتتبع خطوات الله، وستتبع هذه الخطوات حتى تدرك حضوره. الفرق بسيط جداً بين حق الله والإعلان، فالحق هو المكان الذي كان فيه حضور الله. أما الإعلان فهو المكان الذي يتواجد فيه حضور الله الآن. فالحق هو خطوات الله، وطريقه. ولكن إلى أين تقودك؟ إنها تقودك إليه هو.. ربما يسعد الناس بمعرفة أين كان الله فاعلاً، ولكن الباحثين الحقيقيين عن الرب لا يسعدون بدراسة خطوات الله في التاريخ، إنما يريدون أن يعرفوه ويودون أن يعرفوا ما يفعله في يومنا هذا. وللأسف يبدو أن الكنيسة اليوم مثل نبي مشهور يمسك بعدسة مكبرة في يديه ويدرس أين كان الله فاعلاً. وبالطبع يستطيع الصياد معرفة الكثير بدراسة آثار خطوات الحيوان، فيعرف أي اتجاه سلك، وكم مر من الوقت على سيره في هذا الاتجاه، ووزنه، وما إذا كان ذكراً أو أنثى، وغير ذلك. ولكن للأسف أن الكنيسة اليوم تمضي ساعات طويلة وتبذل الكثير من طاقتها في المجالات حول أين كان الله فاعلاً في التاريخ. أما الباحثون الحقيقيون عن حضور الرب فيعتبرون هذه الأمور تاريخاً مضى، ويريدون أن يجروا بكل قوتهم في طريق الحق حتى يصلوا إلى نقطة الإعلان عن مكان حضور الله الفاعل في يومنا هذا. كل ما يمكنني أن أقوله هو أني من الباحثين عن حضور الرب، وكذلك الكثيرون ممن تقابلوا مع الرب، فلماذا لا تأتي لتلحق بالباحثين عن حضور الرب؟ فجميعنا نود أن نكون معه.