لكل واحد منا قصة مع أمر ما انتظر حدوثه في توقيت معين ولكنه لم يحدث. ربما هي رؤية انتظر تحققها ولكنها تأخرت عما توقع، فانتظر وانتظر ولم يحدث شيئاً. وبمرور الوقت بدا له أن الله قد تأخر عن أن يحقق الوعود التي نطق بها على حياته.
بالضبط مثل شخص سائر في نور النهار ليصل إلى مكان معين، ولكنه وجد أن الشمس بدأت تغيب وهو لم يصل بعد للمكان الذي يرجوه. وبدأت ظلال المساء تطول وتمتد لتتسرب بقايا النور ولا يبقى سوى الظلام.
حينما نشعر أن الوقت قد مضي دون أن تتحقق الرؤية الموضوعة على قلوبنا، أو دون أن يحدث ما تحدث به الرب على حياتنا غالباً ما نلومه ونظن أنه غير موجود أو تأخر أو غير مهتم. ولكن العجيب أنه لا يتركنا رغم شكنا فيه ولا يتراجع عن أن يسير معنا رغم الظلام، حتى لا نعثر (يوحنا 11: 9) ويظل معنا وسط الظلام حتى تشرق لنا الشمس من جديد (تكوين 32: 31).
ولكن شروق الشمس هذه المرة يكون مختلفاً، لأنه يستعلن لنا كمحب ألزق من الأخ (أمثال 18: 24)، وقتها لن نلتفت أن الوقت قد تأخر بل سندرك أننا كنا مخطئين تماماً. وحين يستعلن لنا سنلتصق به ونحبه من كل القلب سنقول له كما قال أساف، معك لا أريد شيئاً على الأرض (مزمور 73: 25). وقتها لن يزعجنا أي ليل نمر به بل سنتحول تماماً من النظر على ظروفنا المظلمة لننظر إليه هو، فنقول مع داود بنفسي اشتهيتك في الليل. أيضاً بروحي في داخلي إليك أبتكر (أشعياء26: 9). وسيمتلئ هذا الليل بالأغاني لأنه هو مؤتي الأغاني وسط الليالي (أيوب 35: 10).
يا ليتنا نكون مثل اللقلق أو اليمامة أو السنونة فنطمئن فيه ولا ننزعج مهما مر الوقت، فاللقلق في السموات يعرف ميعاده، واليمامة والسنونة المزقزقة حفظتا وقت مجيئهما (أرميا 8: 7). لنصلي أن يرفعنا الرب إلى أجواء السموات فنحلق عالياً بالروح ونعرف الوقت. ليملأ الرب قلوبنا بالحكمة لأن قلب الحكيم يعرف الوقت (جامعة 8: 5).
والرسالة الأساسية لكتاب "لا لم يتأخر الوقت " هي أن الله لم يتأخر عن أن يوفي ما وعدك به وما تنبأ به على حياتك. ثق أنه لم يتأخر وأن أوقاتك في يد الرب (مزمور 31: 15). وآمن أن ما انتظرت الرب فيه هو إلى الميعاد محفوظ لك (صموئيل الأول 9: 24).