لم يكن منظر الرمال في هذه المنطقة عاديًا، فآثار الأقدام المنطبعة عليها كثيرة ومتداخلة وغير منتظمة مما يعطي انطباعًا أنها آثار لمعركة حربية ثقيلة، ولكن `المدهش أن آثار الأقدام هذه كانت لأشخاص يرقصون!!. نعم، يرقصون من شدة الفرح والدهشة بسبب ما حدث. فقد رأوا بأعينهم أعظم قوة حربية وهي تنهار أمامهم!
لذا بقيادة مريم النبية، وعلى إيقاع نغمات الدفوف، رقصت جميع النساء تحت أشعة الشمس الدافئة. ورنم الكل ترانيم الانتصار والإنقاذ قائلين ’’أرنم للرب فانه قد تعظم، الفرس وراكبه طرحهما فى البحر. الرب قوتى ونشيدي وقد صار خلاصى. هذا إلهى فأمجده. إله أبى فأرفعه‘‘ (خر15 : 1-2).
حدث هذا الأمر عند شاطئ البحر الأحمر منذ آلاف السنين، ما بين عام 1500-1400 ق.م. وقد مثل هذا الوقت بالنسبةِ لهم أمرًا مختلفًا، فما حدث فيه لم يتوقعه أحد على الإطلاق. انشق البحر أمامهم وعبروا داخله ثم رجعت المياه لتغطي مطارديهم! وحررهم الله من العبودية وورد لهم حريتهم المسلوبة وعوضهم عن استنزاف طاقاتهم ومجهوداتهم.
فحين يلمس الله الحياة، هو لا يعوض فقط عن المفقود من الممتلكات والأوقات والصحة والعلاقات، ولكن الأهم أنه يرد نفوسنا إليه مرة أخرى. كما فعل لأيوب على المستويين الروحي والمادي ، إذ ’’رد الرب سبي أيوب .. وزاد الرب على كل ما كان لايوب ضعفًا‘‘ (اي42: 10).
الوعد ’’تنبت صحتك سريعًا ويسير برك أمامك‘‘ (أش58: 8) و’’صحتك‘‘ هنا رمز للصحة الجسدية وكذلك الصحة الروحية. فالوعد بالشفاء الجسدي السريع، وكذلك التحسن الروحي السريع والسير في طريق الاستقامة والبر.
الرب يختزل الأزمنة لا ليلمس ظروفنا المادية فقط ولكن ليلمس أيضًا أعماقنا ويرد نفوسنا إليه فنعبده ونتبعه بإيمان وفرح. وهذه هي رسالة كتاب ’’يرد نفسي‘‘ (مز23: 3). أصلي أن يستخدمه الله لمجده وامتداد ملكوته.