ما حدث معهم كان غريباً. فقد أخذوهم من أرضهم فجأة دون سابق استعداد وذهبوا بهم إلى أرض غريبة لينخرطوا مع كثيرين من مختلف الأجناس للدراسة في مدرسة مدتها ثلاث سنوات، بنهايتهم يصبحوا قادرين على الوقوف أمام الملك وإفادة المملكة بما تعلموة طوال فترة الدراسة.
كانت هذة المدرسة هي أحسن تعليم يمكن الحصول عليه على الإطلاق، لإنها قائمة على نفقة القصر وتحت رعاية الملك نفسه. وهو بدوره وفر لهم أفضل الأجواء للتعلم، وأمهر المعلمين، وأحسن الإمكانيات. وكانت الدراسة بلغة غريبة عليهم هي اللغة البابلية. وشملت كافة العلوم فهناك مناهج خاصة بالفَلك والرياضيات والتاريخ والادارة وغيرها. وبالإضافة إلي هذا وفر لهم الملك أيضاً كافة وسائل الرفاهية ليستمتعوا بها في أوقات الراحة.عندما دخلوا القصر لأول وهلة، لم يشد دانيال وحننيا وميشائيل وعزريا فخامة القصر والرخام، أو التحف النادرة أو التماثيل الثمينة أو المقاعد الوثيرة أو الواقفين في القصر أو حتى ملابسهم أو الأطعمة التي على الموائد، لم يجذبهم لا الغني ولا الفخامة بل بالعكس شعروا أن هذا القصر الضخم الممتلئ بهذة الأمور الثمينة فارغ ينقصة أهم شيء.فداخل القصر لم يكن هناك ذِكر لله الحي الذي يعبدونه، لذا كان القصر بكل غناه في أعينهم كلا شيء. وقد كانوا على حق فحضور الله يجعل للحياة معني، فلا الغني ولا الفخامة ولا المناصب قادرة على إضفاء البهجة للحياة بل حضور الله هو ما يعطي معنى وقيمة للحياة.